Selasa, 27 September 2011

الدرس الصوتي



الدرس الصوتي
الأول : المقدمة
عرف المجتمع الإنساني اللغة في أقدم صورة، ومارس الإنسان اللغة آلاف السنين قبل أن يدونها، وكتبها قرونا طويلة دون أن يفكر في طبيعتها أو وظيفتها تفكيرا علميا. إن الإنسان يتنفس منذ وجد، ولكن المعرفة الدقيقة بعملية التنفس أمر حديث. رأى الإنسان الماء وأحسه واستخدمه في حياته، ولكن التحليل العلمي لمكونات الماء لا يعرفه كل من يشربه. وشيسه بهذا وذاك أمر اللغة، فممارسة اللغة شيء وسير أغوارها ببحث طبيعتها ووظيفتها شيء آخر، فاللغة قديمة ولكن علم اللغة علم حديث.
فأودّ أن أكتب هذا البحث العلمي في مادة فقه اللغة وعلمها في هذه المرة وأركز البحث في الدرس الصوتي على الرغم من أن هذا البحث سيكون مادة خاصة في المستوى القادم فإن شاء الله نتعلمها في السنة القادمة.
تناول هذا البحث على تعريفه ومجال تدريسه وتقسيمه ، وجهاز النطق، ثم يليه بيان مخارج الحروف وصفاتها، وتقسيم الأصوات إلى الصامتة والصائتة، ويليه النبر والتنغيم والمقاطع ويختتم البحث بذكر المراجع.
في القرن السادس قبل الميلاد أراد العالم اليوناني فيثاغورث495-570 قبل الميلاد) أن يعرف عن سبب الاختلاف بمقدار جمالية فواصل الأصوات اللحنية عن الأخرى (الفواصل اللحنية هي فرق النغمة بين طبقتين موسيقيتين أو لحنين) ووجد أجوبته تبعا لنسب رياضية تمثل سلسلة النغمات الموسيقية على الوتر. ولقد علم أنه عندما تكون أطوال الوتر المهتز تعبر عن نسب أعداد صحيحة مثل 2 إلى 3, أو 3 إلى 4, تكون قد ولدت لحنا متناغما. على سبيل المثال: عند النقر على وتر نوتة (سي) سوف يصدر نفس النوتة من وتر من أوكتاف أدنى. عندها الألحان التي ما بينهما سوف تعطى بواسطة 16:9 لل(دي)، 8:5 لل(أي)، 3:2 لل (أف)، 4:3 لل(جي)، 6:5 لل (أاي)، و 16:15 لل(بي) تصاعديا. لقد فهم أرسطو 322-384 قبل الميلاد) الأصوات التي تحتوي تمدد أو تقلص في الهواء. وقبل حوالي 20 سنة ما قبل الميلاد كتب المهندس المعماري الروماني ماركو فيتروفيو 70 ق.م – 23م) دراسة عن خصائص علم الصوت في المسرح وذلك تضمن نقاشات الممثلين والصدى واللإنعكاسات الصوتية. وذلك كان بداية علم الصوت المسرحي.
إن الفهم الفيزيائي لعمليات علم الصوت قهمت بشكل متطور بعد الثورة العلمية, وقد كان جاليليو 1564-1642م) والآخر مارين ميرسين (1588-1648م), ولكن بشكل منفصل, تم اكتشاف القوانين الكاملة للأوتار المهتزة – ليكملوا ما بدأه فيثاغورث وأتباعه قبل أكثر من 2000 سنة – فقد كتب جاليليو " اصدر الأمواج الصوتية من اهتزازات جسم رنان والذي ينتشر في الهواء مارا بطبلة الأذن حتى يبدأ الدماغ بترجمة هذا الصوت". وتعد هذه الجملة أنها كانت بدأ علمين: علم الصوت الفيزيولوجي وعلم الصوت السايكولوجي.
و أما عن تجارب قياس سرعة الصوت في الهواء فقد تمت بنجاح ما بين 1630و1680 عن طريق عدد من الدارسين وقد كان أبرزهم ميرسين. وأما نيوتن 1642-1727 فقد اكتشف علاقة سرعة الصوت في الجمادات وكان حجر الأساس في علم الصوت المادي.
الثاني: اللمحة في اللغة و الأصوات
اللغة نظام، ولكل نظام مكوناته، والمكونات اللغوية الرئيسية أربعة: الأصوات والمفردات والتركيب والاطار الثقافي الذي تستخدم فيه اللغة. والأصوات من بين تلك المكونات ذات مكانة مميزة، فأول ما يتصل بآذاننا من اللغة أصواتها. وأول ما يلفت انتباهنا عند اتصالنا بأجنبي نطقه بها.
وهي أساس اللغة، وعلى حد تعبير ابن جني: إنها حد اللغة "أما حدها، فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم" وهو بذالك التعريف يسبق علماء اللغة المحدثين عندما يقررون أن اللغة في أساسها نظام صوتي، وإن الكتابة نظام تابع له. والأصوات من مجالات علم اللغة.
والمراد بالجانب الصوتي هنا أن ثمة متكلما و سامعا، ومن ذلك تتميز هاتان المهارتان من بين مهارات اللغة الأربع تنزلان منزلة خاصة. فالإنسان لا يستطيع قراءة حرف قبل أن يتعلم كيفية نطقه.
وإذا نظرنا إلى علماء العربية في هذا الشأن، نجد أن أصوات اللغة مانت من الأمور التي جذبت انتباه علماء العرب الأوائل، فعملوا في جهد لا يعرف الملل، على اتقان النطق بها.
وعلى كل حال، كان الأصوات أمر مهم في اللغة لو لا الأصوات ما كانت اللغة، ولو اللغة ما قامت للإنسان حضارة ولانشأت مدينة
الثالث: علم االأصوات
الوحدة الكبرى لأية مجموعة كلامية هي الجملة، مثل قولنا: محمد في البيت، وتتركب الجملة من وحدات أصغر منها، هي ما يطلق عليها الكلمات، مثل: محمد، في، البيت، في الجملة السابقة، تتركب الكلمات من وحدات أصغر منها، هي ما يطلق عليه الأصوات مثل ما نراه في كلمة (محمد) من صوت الميم زمن صوت الضمة ثم صوت الحاء ثم صوت الفتحة وما جرى عاى الترتيب. وهذه الوحدت الأخيرة هي موضوع "علم الأصوات".
لم يكن هذا العلم وليد العصر الحاضر، فقد شغل اللغويون من قديم، بالنظر في الأصوت اللغوية، غير أن ما وصلوا إليه قديما، لم يكن قائما على أساس علمي ثابت. ولهذا فإنه لايبلغ من الدقة والإتقان والضبط، ما وصل إليه المحدثون من علماء اللغات.
وإذا نظرنا إلى علماء العربية في هذا الشأن، نجد أن أصوات اللغة كانت من الأمور التي جذبت انتباه علماء العرب الأوائل، فعملوا في جهد لا يعرف الملل على إتقان النطق بها، وعلى الأخص عندما انتشر الإسلام في بقاء الأرض المختلفة، وطرقت أسماع العرب أصوات اللغات الأخرى، فخشي العلماء أن تنحرف أصوات العربية، بتأثرها بأصوات تلك اللغات. فلم يكد القرن الثاني الهجري يبدأ، حتى قام بين علماء العرب، من يصف الأصوات الأرضية، معتمدا على التجربة باللسان والأذن لا على العامل والأجهزة. إذ لم تكن قد عرفت بعد، في ذلك العصر.
واشتهر من بين العلماء في ذلك العصر الأول، الخليل بن أحمد الفراهيدي (توفي سنة 175 هـ) الذي عنى كثيرا بدراسة الأصوات وموسيقي اللغة، ثم جاء سبويه تلميذه فخصص للدراسة الصوتية في كتابه "الكتاب" وقد تأثر بكتابه كل من جاء بعده من النحاة واللغويون، ثم جاء ابن جني في القرن الرابع الهجري يؤلف كتابا مستقلا في علم الأصوات سماه "سر صناعة الإعراب" ثم جاء العلماء الأخرون بالمؤلفات الكثيرة.
تناول علم الأصوات الحديث من خلال فرعين أساسين هما:
أ‌. الفوناتيك Phonetics
وهو يدرس أصوات اللغة وهي معزولة بعيدة عن البنية اللغوية، حيث يحدد علماء الأصوات طبيعة الصوت اللغوي ومصدره وكيف يحدث ومواضع نطق الأصوات المختلفة والصفات النطقية والسمعية المصاحبة لها، ويتفرع هذا العلم بين فروع ثابتة معروفة من أهمها :
1. علم الأصوات النطقي Articulatory Phonetics وهو العلم الذي يدرس حركات أعضاء النطق من أجل إنتاج الأصوات اللغوية أو هو الذي يعالج عملية إنتاج الأصوات الكلامية وطريقة هذا الإنتاج وتصنيف الأصوات اللغوية وفق معايير ثابتة.
2. علم الأصوات الأكوستيكي Acoustic Phonetics وهو العلم الذي يهتم بدراسة الخصائص المادية أو الفيزيائية لأصوات الكلام أثناء انتقالها في الهواء من المتكلم إلى السامع.
3. علم الأصوات السمعي Auditory Phonetics وهو العلم الذي يدرس ما يحدث في الأذن عندما يصل الصوت اللغوي إليها وتستقبله حيث يبدأ السامع في فك شفرة الكلام
وتناولت الدراسة الفوناتيكية بدراسة الجوانب "أعضاء النطق أو يقال لها جهاز النطق، إنتاج الصوت، تصنيف الصوامت، تصنيف الصوائت
ب‌. الفنولوجيا أو علم وظائف الأصوات Phonology
وهو العلم الذي يدرس الصوت اللغوي وهو داخل البنية اللغوية من حيث وظيفته وتوزيعه وعلاقة ذلك بالمعنى والقوانين العامة التي تحكم ذلك. هو الفرع الأساسي الثاني من علم الأصوات، فنحن مثلا وصفنا في الفوناتيك ] ن[ بأنه "صامت سني مجهور أغن" وهذا الوصف ينظر إلى النون من حيث هي وحده صوتية قائمة بذاتها، أو صوتا منعزلا غير متصل أو مجاور لغيره من الأصوات، ولكن ثمة درجات أو تنوعات في اللغة العربية وكذلك في اللغات الأخرى للأصوات، ففي العربية نجد أن] ن[ في كلمة مثل "نهر" من الناحية الصوتية الخالصة أي من حيث تكوينها النطقي والفينولوجي غير ]ن[ في كلمة مثل "منك" "عنك".
ويختلف هذا التحليل عن الدراسة الفونوتيكية لأن الفوناتيك كما أشرت إلى ذلك من قبل يدرس الأصوات دون الالتفات إلى وظائفها اللغوية في حين أن الفنولوجي يتعامل مع الأصوات نت خلال وجودها في سياق صوتي أو لغوي معين فهو يدرس وظيفة الأصوات التي تتميز بها داخل بنية لغوية. وتتمثل في: المقطع والنبر والتنغيم
الرابع: جهاز النطق
يحدث الكلام نتيجة لنشاط يقوم به عدد الأعضاء في الجسم الإنساني، يطلق عليها علماء الأصوات أعضاء النطق أو جهاز النطق. وتتمثل أعضاء النطق في الكل الآتي بعد ترتيبها ابتداء من الحجاب الحاجز وانتهاء الشفتين وذلك طبقا لخروج الهواء المنبعث من الرئتين والذي تعترضه أعضاء النطق في مواضع مختلفة فيحدث الصوت اللغوي كما نرى فيما يلي :
1. الحجاب الحاجز
2. الرئتين
3. القصبة الهوائية
4. البلعوم
5. الحنجرة
6. الوترتان الصوتان
7. لسان المزمر
8. الحلق
9. اللهاة
10. سقف الحنك
11. اللسان
12. اللثة
13. الأسنان
14. لتجويف الأنفي
15. الشفتان
يمكن أن يخرج الصوت من كل جزء من أجزاء هذا الجهاز عدد لا حصر له من الأصوات، بمساعدة حركة أجزائه المتحركة. غير أن الشعوب البشرية قد اختلفت فيما بينها في استخدام إمكانات الجهاز النطقي استخداما كاملا، وهذا هو السبب في أن اللغات الإنسانية تتفق فيما بينها في بعض الأصوات وتختلف في بعضها الآخر، وذلك تبعا لاختلافها في استخدام إمكانات الجهاز النطقي المتعددة، فالشعوب الهند وأوربية مثلا لم تستخدم كل إمكانات النطق في إخراج الأصوات من الحلق ولذلك تخلو بعض لغاتهم من صوتي الخاء والعين وذلك بعكس اللغة العربية.
الخامس : المخارج والصفات
الموضع الذي يكون فيه انحباس الهواء وحجزه عن المرور كليا أو جزئيا بأحد الحواجز الموجودة في الحلق أو الفم كاللهاة أو اللسان أو الشفتين يسمى مخرج الحروف ، واستخدمت العربية الفصحى عشرة مخارج في الجهاز النطقي ، هي بالترتيب:
1. الشفة. ويسمى الصوت الخارج منها شفويا، وهو ب م و
2. الشفة مع الأسنان. ويسمى الصوت الخارج منهما شفويا أسنانيا، وهو ف
3. الأسنان. ويسمى الصوت الخارج منها أسنانيا، وهو ذ ظ ث
4. الأسنان مع اللثة. ويسمى الصوت الخارج منهما أسنانيا لثويا، وهو د ض ت ط ز س ص
5. اللثة. ويسمى الصوت الخارج منها لثويا، وهو ل ر ن
6. الغار. ويسمى الصوت الخارج منه غاريا، وهو ش ج ي
7. الطبق. ويسمى الصوت الخارج منه طبقيا، وهو ك غ خ
8. اللهاة. ويسمى الصوت الخارج منها لهويا، وهو ق
9. الحلق. ويسمى الصوت الخارج منه حلقيا، وهو ع ح
10. الحنجرة. ويسمى الصوت الخارج منها حنجريا، وهو ء هـ
تلك هي مخارج الأصوات في العربية الفصحى كما تدل عليها تجارب معامل الأصوات في وقتنا الحاضر. وبيننا وبين قدامى العرب خلاف في عدد المخارج للأصوات العربية. أما الخليل جعل المخارج ثمانية، وسبويه عدّ المخارج ستة عشر .
وبعد أن عرفنا شيئا عن المخارج ننتقل إلى صفات الحروف، ويصف العلماء أن للحروف صفات، وهي:
1. المجهورة هي الأصوات التي تهتز معها الأوتار الصوتية وتتذبذب، وتقابلها المهموسة وهي الأصوات التي لا تهتز معها الأوتار الصوتية.
وهذا التقسيم موجود عند الغربيين ممن ألفوا في هذا العصر، وهم يسمون الأول بالفرنسية occlusives ومعناها المغلقة، والثاني spirantes ومعناها النافخة أو ذات النفس.
2. الشديدة أو الانفجارية هي الصوت الخارج في حالة وجود عائق، وتقابلها الرخوة أو الاحتكاكية وهي في حالة تضييق نقطة في المجرى. أو أنه تبدأ شديدة انفجارية وتنتهي رخوة احتكاكية تسمى بالمزدوجة أو المزجية أو المركبة كصوت الجيم في اللغة العربية الفصحى أو ch في الإنجليزية أو z في الألمانية، ويسمى الصوت المزدوج عند اللاتنية Affricatta وبالفرنسية friquee وبالإنجليزية Affricate.

السادس: الأصوات الصامتة والأصوات الصائتة
اتفق اللغويون على تقسيم أصوات اللغة إلى قسمين :
1. الأصوات المتحركة أو الصائتة (vowels)
2. الأصوات الصامتة (consonants)
وتعرف الأصوات الصائتة بأنها الأصوات المجهورة التي يحدث في تكوينها أن يندفع الهواء في مجرى مستمر خلال الحلق والفم، وخلال الأنف معها أحيانا دون أن يكون هناك عائق يعترض مجرى الهواء اعتراضا تاما أو تضييق لمجرى الهواء من شأنه أن يحدث احتكاكا مسموعا، والأصوات المتحركة في العربية الفصحى ما سماه نحاة العرب بالحركات، وهي الفتحة والضمة والكسرة وكذلك حروف المد واللين كالألف في "قال" والواو في "يدعوا" والياء في "القاضي". وما لم يصدق عليه تعريف الأصوات المتحركة، هو الأصوات الصامتة. وهي تتناول الحروف المذكورة في مخارج الحروف (الصفحة: 6-7)
يعتمد علماء الأصوات عند تصنيفهم للصوامت أو لأي صوت لغوي على تحديد وتعيين جوانب ثلاثة لهذا الصوت ، هي:
1. مخرج الصوت أو موضع النطق، لأن علماء الأصوات يحددون الصوت الصامت بأنه "الصوت المجهور أو المهموس الذي يحدث في نطقه أن يعترض مجرى الهواء اعتراضا كليا أو جزئيا"
2. صفة الصوت أو طريقة النطق
3. الجهر والهمس
بناء على هذه المعايير الثلاثة، صنف العلماء الأصوات اللغوية في اللغات المختلفة، أي أننا عندما نريد وصف صوت ما وصفا علميا لا بد أن نحدد هذا الصوت طبقا لهذه المعايير الثلاثة وهذه المعايير مبنية على أسس فسيولوجية من حيث موضع النطق وعلى أسس سمعية من حيث صفة النطق بما في ذلك الجهر والهمس.
والصوامت العربية هي: همزة القطع ] ء[ ، ] ب[ ، ] ت[ ، ] ث[ ، ] ج[ ، ] ح[ ، ]خ[ ، ] د[ ، ] ذ[ ، ] ر[ ، ] ز[ ، ] س[ ، ] ش[ ، ] ص[ ، ] ض[ ، ] ط[ ، ] ظ[ ، ] ع[ ، ] غ[ ، ] ف[ ، ] ق[ ، ] ك[ ، ] ل[ ، ] م[ ، ] ن[ ، ] هـ[ ، ] و[ في مثل كلمة ولد ، ] ي[ في مثل يعد ويجد.
وهذا الذي قررناه بالنسبة لنوعي الأصوات يقودنا إلى النتائج التالية :
1. الحركات كلها مجهورة في الكلام العادي، أما الأصوات الصامتة فمنها ما هو مجهور ومنها ما هو مهموس.
2. كل صوت حصل اعتراض تام في مجرى الهواء حال النطق به فهو صوت صامت وذلك كالباء والدال واللام.
3. كل صوت حصل اعتراض جزئي في مجرى هوائه محدثا احتكاكا من أي نوع حال النطق به يعدّ صوتا صامتا أيضا، مثل السين والشين والصاد.
4. كل صوت لا يمر الهواء حال النطق به من الفم مجهورا كان أو مهموسا فهو صوت صامت كالميم والنون.
5. كل صوت ينحرف هوائه فيخرج من جانبي الفم أو أحدهما فهو صوت صامت
6. كل صوت مهموس فهو صوت صامت.
والهمزة العربية صوت صامت كذلك وليست من الحركات في شيء لأنه يحدث في نطقها أن يقابل الهواء باعتراض تام في الحنجرة

السابع: النبر والتنغيم
حين يتحدث الإنسان بلغته يميل في العادة إلى الضغط على مقطع خاص من كل كلمة، أن يجعله بارزا أوضح في السمع مما عداه من مقاطع الكلمة، وهذا الضغط هو الذي يسميه المحدثون من اللغويين "بالنبر" (Accent) stress. ويعرفه الدكتور تمام بأنه وضوح نسبي لصوت أو مقطع إذا قورن ببقية الأصوات والمقاطع في الكلام . أو هو قوة التلفظ النسبية التي تعطي للصائت في كل مقطع من مقاطع الكلمة أو الجملة. فسيولوجية النبر: عند نطق المنبور نلاحظ عدة أنشطة في الجهاز الصوتي البشري منها :
1. تنشط عضلات الرئتين، بشكل متميز لرفع الهواء بنشاط أكبر.
2. تقوى حركات الوترين الصوتيين وتتسع الذبذبات.
3. يتقارب الوتران أكثر في حالة الأصوات المجهورة، ويبتعدان أكثر في حالة الأصوات المهموسة.
وعلى الرغم من أن قدامى اللغويين العرب لم يدرسوا النبر بمعنى الضغط على بعض مقاطع الكلام، فإن بعضهم قد لاحظ أثره في تطويل بعض حركات الكلمة، ويسميه ابن جني "مطل الحركات"، فيقول مثلا: "وحكى الفراء عنهم: أكلت لحما شاة : أراد لمحم شاة، فمطل الفتحة فأنشأ عنها ألفا.
وللنبر ثلاث درجات ، هي:
1. النبر القوي أو النبر الأولى
2. النبر المتوسط أو النبر الثانوي
3. النبر الضعيف
وأكثرها شيوعا أو استخداما النوع الأول. وتستخدم بعض اللغات النبر أحيانا في التفريق بين الكلمات، وحينئذ يعد النبر فونيما، أما اللغات التي لا تستخدم النبر كمميز بين الكلمات فلا يعد النبر فيها فونيما، وتسمى اللغات التي تستخدم النبر كفونيم اللغات النبرية أما التي لا تستخدمه كفونيم فيطلق عليها اللغات غير النبرية، وتمتاز اللغات غير النبرية بأنها تثبت مواضع النبر في مكان معين من الكلمة.
أما التنغيم فهو رفع الصوت وخفضه في أثناء الكلام، للدلالة على المعاني المختلفة للجملة الواحدة، كنطقنا لجملة مثل: "لا يا شيخ" للدلالة على النفي أو التهكم أو الاستفهام وغير ذلك. وهو الذي يفرق بين الجمل الاستفهامية والخبرية في مثل: شفت أخوك فإنك تلاحظ نغمة الصوت تختلف في نطقها للاستفهام، عنها في نطقها لإخبار.ويسمى أيضا موسيقي الكلام.
ويفرق الآخر اختلاف درجة الصوت إلى نوعين: نوع يسمى النغمة وهو الذي تقوم فيه درجات الصوت المختلفة بدورها المميز على مستوى المفردة ولذلك يسمى نغمة الكلمة، مثل كلمة "فان" في اللغة الصينية تؤدي ستتة معان لا علاقة بينها هي: نوم، يحرق، شجاع، واجب، يقسم، مسحوق، وليس هناك فرق سوى النغمة في كل خالة. ونوع يسمى بالتنغيم وهو على مستوى الجملة أو العبارة.
ولم يعالج أحد من القدماء شيئا من التنغيم، ولم يعرفوا كنهه. غير أننا لا نعدم عند بعضهم، الإشارة إلى بعض آثاره في الكلام للدلالة على المعاني المختلفة، وكان ابن جني أحد الذين التفتوا إلى ذلك، حين يقول: وقد حذفت الصفة ودلت الحال عليها، وذلك فيما حكاه صاحب الكتاب من قولهم: سير عليه ليل، وهم يريدون: ليل طويل، وكأن هذا إنما حذفت فيه الصفة، لما دل على إلى الحال على موضعها. وذلك أنك تحس في كلام القائل لذلك، من التطويح والتطريح والتفحيم والتعظيم ما يقوم مقام قوله "طويل" أو نحو ذلك.
الثامن : المقاطع
المقاطع جمع من المقطع، هو كمية من الأصوات تحتوي على حركة واحدة ويمكن الابتداء بها والوقوف عليها. وهو على قسمين قصير وطويل، فالقصير هو ما يبدأ بصوت صامت وجاءت بعده حركة قصيرة، والمقطع الطويل هو ما يبدأ بصامت ثم تلته حركة طويلة، مثل "في".
بالرغم من أن التحليل المقطعي للغات قد أصبح الآن منهجا مستقرا من مناهج التحليل اللغوي إلا أن الخلاف بين علماء اللغة والأصوات قد ثار منذ فترة مكبرة حول ماهية المقطع وأهميته في التحليل اللغوي، فرأى بعض العلماء أن التحليل المقطعي لا أهمية له في دراسة اللغة والكلام وقال البعض الآخر إن المقطع لا يوجد إلا في الكلام المقطع لا المتصل، بل ذهب بعض العلماء إلى أكثر من ذلك فقالوا إن التحليل المقطعي غريب على التحليل اللغوي.
والمقطع في أبسط أشكاله وصوره عبارة عن تتابع عدد من الفونيمات في لغة ما، حيث تتكون البنية المقطعية التي تختلف من لغة إلى لغة أخرى، ومع ذلك فعلماء الأصوات يختلفون في نظرتهم إلى المقطع وبالتالي يختلفون حول تعريفه ومفهومه.
غير أنه يمكن القول بشكل عام، إن هناك اتجاهين في تحديد مفهوم المقطع وماهيته: اتجاه فوناتيكي واتجاه فنولوجي.
أما الاتجاه الفوناتيكي فأهم تعريفاته أن المقطع:
1. تتابع م الأصوات الكلامية له حد أعلى أو قمة إسماع تقع بين حدين أدنين من الإسماع
2. قطاع من تيار الكلام يحوي صوتا ذا حجم أعظم محاطا بقطاعين أضعف من الناحية الصوتية.
3. صغر وحدة مركبة في الكلمة.
4. وحدة من عنصر أو أكثر يوجد حلالها نبضة صدرية واحدة أو قمة إسماع.
أما الاتجاه الفنولوجي فيعرف المقطع من حيث هو وحدة تختلف من لغة إلى لغة إلى أخرى، وهنا لا بد أن يشير التعريف إلى عدد التتابعات المختلفة من الصوامت والصوائت بالإضافة إلى عدد الملامح الأخرى مثل النبر والتنغيم. ولهذا فإن التعريف الفنولوجي للمقطع يرتبط غالبا بلغة معينة أو مجموعة من اللغات.
وقد يكون من السهل أحيانا حتى على غير المدرب أن يرسم حدود المقطع بمجرد سماع الكلمة كما في كلمة "كتب" التي تتألف من ثلاث مقاطع: كتب ← > ص ح<+>ص ح<+>ص ح<# . إذ المقطع في أبسط أشكاله وصوره يتكون من صامت وحركة >ص ح<، وهذه الصورة للمقطع موجودة في كثير من اللغات ومنها العربية.




المراجع
التواب ، رمضان عبد، المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي (القاهرة: مطبعة المدني، 1982)
دي سوسير، فصول في علم اللغة العام، نقله إلى العربية:أحمد نعيم الكراعين (إسكندرية: دار المعرفة الجامعية)
بشر، كمال محمد، الأصوات العربية (قاهرة: مكتبة الشباب)
حجازي، محمود فهمي، علم اللغة بين التراث والمناهج (قاهرة: دار غريب)
حلمي خليل، مقدمة لدراسة علم اللغة (إسكندرية: دار المعرفة الجامعية)
الغريبي،سعد عبد الله، الأصوات العربية وتدريسها لغير الناطقين بها من الراشدين (مكتب الطالب الجامعي، جامعة منصور)
المبارك، محمد، فقه اللغة وخصائص العربية ( دمشقى: دار الفطر)

Tidak ada komentar:

Posting Komentar